• الموقع : موقع سماحة العلامة السيد محمد علي الحسيني .
        • القسم الرئيسي : التعريف والمعلومات .
              • القسم الفرعي : اخبار وبيانات .
                    • الموضوع : الحسيني: لنجعل من الحج و عيد الأضحى سبيلا لتجسيد الأخوة و الوحدة الإسلامية .

الحسيني: لنجعل من الحج و عيد الأضحى سبيلا لتجسيد الأخوة و الوحدة الإسلامية

العلامة الحسيني: لنجعل من الحج و عيد الأضحى سبيلا لتجسيد الأخوة و الوحدة الإسلامية

الله أکبر، الله أکبر، الله أکبر، الله أکبر کبيرا و سبحان الله بکرة و أصيلا.

الحمدلله رب العالمين، يارب العزة و الرحمة و المغفرة اکتب الصحة و السلامة لحجاج بيتك الحرام الذين شهدوا لك بالوحدانية و لنبيك الأمين بالرسالة وقد جاؤوك "من کل فج عميق" حيث خلفوا وراءهم أوطانهم و خلانهم، وأعمالهم وهم يحدوهم الطمع في مغفرتك و الرغبة في رحمتك و الفوز برضوانك وقد أخبرهم نبيك الأکرم صلى الله عليه و وآله  وصحبه وسلم أنهم وفدك إليك، إن دعوك أجبتهم، وإن استغفروك غفرت لهم، و وعدتهم على لسان نبيك أيضا الذي لاينطق إلا بالحق أنه:"من حج لله عزوجل فلم يرفث ولم يفسق، رجع کيوم ولدته أمه"، فبعزتك وجلالك اغفر لهم و ارحمهم وعافهم واعفو عنهم و من عليهم بأن يصبحوا أصحاب البشرى و الکرامة و الزلفى ولقنا وإياهم حجا مبرورا و سعيا مشکورا و ذنبا مغفورا.

أيّها المؤمنون، في العيد معان کثيرة منها الأخوة بين المؤمنين، وهذه الأُخوة لاتتجلى ولا تتجسد بين المسلمين في يوم من الأيام کما تتجلى و تتجسد في أيام العيد، حيث يقول الله عزوجل:"هو الذي خلقکم من نفس واحدة"، أي من خصائص واحدة حيث فطرکم فطرة واحدة في الحقيقة و الواقع "فطرة الله التي فطر الناس عليها" وقد جاء في الحديث الشريف:"يا داود ذکر عبادي بإحساني إليهم فإن النفوس جبلت على حب من أحسن إليها و بغض من أساء إليها"، ولذلك فإن الله سبحانه و تعالى ماأمرنا أن ندعوه إلا ليستجيب لنا، وماأمرنا لنتوب إليه إلا ليتوب علينا، وماخلقنا من نفس واحدة إلا لنتعاون و نتحابب و نتزاور و نعضد بعضنا البعض ، وقد جاء في الحديث القدسي:"وجبت محبتي للمتحابين في، والمتجالسين في، والمتزاورين في، والمتحابون في جلالي على منابر من نور يغبطهم عليها النبيون يوم القيامة"، ومن هنا، فإن المعنى الأول من معاني العيد الأخوة بين المؤمنين، إذ لاينبغي أن يبقى بينهم من خصومة و لا شقاق ولا تدابر ولا هجران، فالعيد فيه عودة إلى طريق الله و هداه وفيه عودة إلى تطبيق ماأمر الله به، حيث العودة إلى صلة الرحم.

أيها المؤمنون، إن الله تعالى و نبيه الأکرم"ص"، إذ قدما کل هذه التوصيات و النصح بشأن الأخوة و التعاضد، فإنه يجب علينا أن نعلم بأن کل ذلك من أجل تهيئة الأرضية المناسبة و الملائمة للوحدة بين المسلمين في کافة أنحاء العالم، وقد أمرنا سبحانه و تعالى في محکم کتابه المبين:"واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا"، وقال سبحانه و تعالى أيضا:"وإنّ هذه أمتکم أمة واحدة وأنا ربکم فأعبدون"، کما لفت عزوجل أنظارنا و حذرنا بالقول:"ولاتنازعوا فتفشلوا و تذهب ريحکم".

أيّها الإخوة المؤمنون، لقد علمنا کيف أن الله سبحانه و تعالى أمرنا و نبيه الأکرم"ص" بالأخوة و التحابب و التراحم بيننا و کذلك ببناء الوحدة الراسخة التي تؤکد وحدة صفنا و کلمتنا و إطاعتنا لأولي الأمر منا، فإننا نجد من الواجب أن نجسد للعالم کل ذلك في موسم الحج هذا و في عيد الأضحى، ونجعل من شعيرة الحج وسيلة من أجل تجسيد ماقد أمرنا الله تعالى به و طالبنا به رسولنا الأمين"ص"، حيث أن الله عزوجل عندما أمر المسلمين من کل أرجاء العالم بالحج، فإنه أراد أن يؤکد على عامل الأخوة والوحدة بين المسلمين و ليس خلافه، ومن هنا، فإننا نرى بأنه من صميم الواجب الشرعي للمسلمين جميعا أن يجسدوا التزامهم بما أمرهم الله تعالى و نبيه"ص" به وأن يجسدوا الوحدة و التآخي و التآلف بأفضل مايکون وأن لايسمحوا لأي کان بالتدخل و التأثير السلبي على هذه المسألة الحساسة.

أيها الإخوة المؤمنون، ونحن نستقبل عيد الاضحى المبارك فإنه لايسعنا إلا أن نتقدم بأسمى آيات التبريك لحجاج بيت الله الحرام و أن يتقبل الله سعيهم و يثيبهم في الدنيا و الآخرة.

الدكتور السيد محمد علي الحسيني


  • المصدر : http://www.mohamadelhusseini.com/subject.php?id=370
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 08 / 31
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28