• الموقع : موقع سماحة العلامة السيد محمد علي الحسيني .
        • القسم الرئيسي : النشاطات العامة .
              • القسم الفرعي : فيديو .
                    • الموضوع : العلامة الحسيني في ذكرى مولد رسول الإنسانية محمد: ندعو إلى التواصل بين الأديان والحضارات .

العلامة الحسيني في ذكرى مولد رسول الإنسانية محمد: ندعو إلى التواصل بين الأديان والحضارات

ألقى العلامة د. السيد محمد علي الحسيني كلمة في ذكرى المولد النبوي الشريف حيث تناول فيها المعاني السامية للرسالة المحمدية.

وأكد السيد الحسيني عالمية رسالة الإسلام والتي انطلقت عربية من الجزيرة العربية، ولكنها تجاوزت الحدود العرقية والطبقية ، واتخذت كما شاء الله تعالى لها البعد الإنساني، على عكس ما يزعمه البعض ممن لا يفهمون من الإسلام إلا أمورا ظاهرية، أو مما يزينه الشيطان الرجيم لهم، فيسعون للدفع باتجاه انعزالية وانطواء المسلمين على أنفسهم.

وقال السيد الحسيني : "كثيرة هي الآيات القرآنية الكريمة التي تؤكد عالمية الإسلام وأنه دين أممي يرفض الانعزال والانقطاع عن الأمم والحضارات، مثل الآية الثامنة والعشرين من سورة سبأ ، " وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ولكن أكثر الناس لا يعلمون"، ولم يقتصر الأمر الإلهي على عدم الانقطاع مع الآخرين، بل على العكس من ذلك فقد دعا للعيش والتحاور معهم، وهناك أربعة آيات کريمة تعبر عن الانفتاح الإسلامي، عمل بها نبينا الأکرم"ص" کي تصبح من بعده نهجا للأمة الإسلامية، مثل الآية 99 من سورة يونس التي تنكر الإكراه ،"ولو شاء ربك لآمن من في الأرض کلهم جميعا أفأنت تکره الناس حتى يکونوا مؤمنين"، والآية التي توصي خيرا بأبناء الديانات الأخرى ، "لاينهاکم الله عن الذين لم يقاتلونکم في الدين ولم يخرجوکم من ديارکم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين"، وفي الآية 46 من سورة العنکبوت أکد سبحانه وتعالى على ضرورة التعامل بإحسان مع أهل الكتاب من أصحاب الديانات السماوية في إشارة واضحة إلى وحدة الإله ووجود العديد مما يجمع بيننا وبينهم، حيث يقول تعالى:"ولاتجادلوا أهل الکتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليکم وإلهنا وإلهکم واحد ونحن له مسلمون"، وواضح أن المقصودين في هذه الآية والتي تلتها على وجه التحديد هم اليهود والمسيحيون، وهو مايؤکد بأن مايقوم به الإرهابيون من الجماعات المتطرفة الضالة من جرائم باسم الإسلام، بأنها باطلة وليست من الإسلام بشيء.

وأكد السيد الحسيني أن هذا النهج الإلهي الذي طبقه الرسول الأعظم خير تطبيق، نلمس نتائجه الناصعة في حاضرنا اليوم، إذ نجد في عالمنا الإسلامي الکثير من غير المسلمين يعيشون جنبا إلى جنب معهم ، وبشکل خاص من المسيحيين واليهود، وهو يؤكد سماح الإسلام الکامل بالآخر وبعقيدته وانتمائه وعدم إجباره على تغيير مايعتقد ويؤمن به.

 وأوضح العلامة الحسيني أن خير احتفال بذكرى مولد سيد الخلق وخاتم النبيين محمد (ص) هو بالاقتداء به، والالتزام بنهجه وأقواله وسنته ، "وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب"،( الآية 7 من سورة الحشر) ، لذا فإن المتعرضين بالسوء والإيذاء لأتباع الديانات الأخرى في أمتنا الغنية بتعددها، ينتظرهم عقاب الله الشديد .

وأضاف الحسيني:  " لقد تعرضت المسيرة النبوية الشريفة للكثير من المشاق والصعاب ولكنها انتصرت عليها ، ونجح الرسول الأكرم، بحول الله، في صنع أكبر ثورة في التاريخ الإنساني ، ولا يزال الإسلام متألقا كنموذج حضاري في كل أنحاء العالم ، لذلك جاءت المؤامرات الخبيثة لإحباطه ، كما تعرض المسلمون منذ فجر الرسالة إلى حروب وصراعات، لم تفلح في وقف مسيرته، وتستمر اليوم تلك المواجهة ، وتتخذ أشكالا خطيرة ، من خلال المندسين أصحاب الفكر التكفيري الظلامي الإرهابي، الذين يتآمرون على الدين الحنيف لتشويه صورته، ويقتلون أبناء الديانات الأخرى بهدف خلق حالة عالمية من الإسلاموفوبيا .

وأكد الحسيني أن كل ما يشهده العالم اليوم ، خصوصا أمتنا الإسلامية والعربية هو مجرد صراعات سياسية على السلطة والنفوذ والمصالح الاقتصادية ، تماما كما جرى عبر التاريخ الإنساني كله ، قبل وبعد انبعاث الديانات السماوية، وبالتالي فإن إلباس الحروب والنزاعات لبوسا دينيا هو مناقض للواقع التاريخي، واستخدام الأديان لتبرير حرب هنا أو فتنة  هناك، هو النفاق بعينه.

وأضاف الحسيني : لذلك حذرنا ونحذر من استغلال الإسلام واستخدامه كمطية لمشاريع سياسية توسعية من خارج الأمة العربية ، ووسيلة للفتنة الطائفية والمذهبية داخل الأمة الإسلامية، وبالتالي فنحن نرفض استعمال أي قضية إنسانية في منطقتنا العربية تحت ستار الدين لتحقيق مآرب سياسية تخص أصحابها فقط، ومن واجبنا وقف نزيف الدم في بلداننا العربية وجوارها، فقتال اليهود أو المسيحيين لأسباب دينية حرام ، والتذرع بالاختلاف الديني لشن الحروب مرفوض جملة وتفصيلا.

وختم السيد الحسيني : لقد جاء رسول الله محمد (ص) بأشرف دعوة إلى الإخاء والسلام بين الأمم والشعوب ، وذلك من أجل خير الإنسان، والحفاظ على الحياة الإنسانية ومنع تدميرها في حروب دنيوية ذات أغراض زائلة، وهذا هو المنهج الواجب اتباعه، إذا أردنا حياة الإسلام ، دنيا وآخرة .

بيروت الاثنين 19 11 2018


  • المصدر : http://www.mohamadelhusseini.com/subject.php?id=593
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 11 / 19
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28